الأحد

(الثمانينيات و لابتوباتنا و الطفش)..~





في إجازة الصيف بالذات..صعب أن تسال أي من سكان الرياض عن أكثر ما يستاء منه(خصوصا الطلاب)

ولا تجاوب بـ (الطفش – الزهق – الملل – الفضاوة - الفراغ)..تعددت المسميات والمضمون واحد ..تكلمت عن

الرياض فقط ..لأنني من سكانها والأحرى بي أن أقدم طرحي من تجربه ..لا من افتراضات..



الفراغ..عدوي الأول والأخير..الذي عجزت أن انتصر عليه بشتى الطرق..قد تجدني في اليوم الواحد..أتصفح

الانترنت وأقرا عدة صفحات واكتب القليل و(اطلع افر شووي)..والى الآن (طفش)..فعلا غريب..!!


عن نفسي..لم أكن أحس بهذا الكم الهائل من الفراغ قبل أعوام ..(يعني كان ممكن انك تقضي كل اليوم برى البيت

أو على النت ويضيع الوقت)..الآن إذا خرجت من المنزل و كان وقت (مشوارك)10 دقائق سوف تصبح 30

دقيقه ..ازدحام خيالي ..ابلغ تشبيه لما آلت إليه الرياض من ازدحام هو ما قاله محمد حسن علوان في روايته سقف

الكفاية : "الرياض هذه الأيام هولوكوست حقيقية،تحشر ملايينها في آتون الموسم الحار،وتنام مثل سفينة فضائية

هائلة ؛ جثمت فوق الصحراء منذ مائة عام،ولم تتحرك حتى الآن"..



أحيي محمد حسن علوان على هذا الوصف،فكل من عاش في الرياض يعلم أن هذا أبلغ وصف ممكن لهـا.. نكمل.

فقد حدنا عن موضوعنا قليلاً..وبعد كلامي عن ازدحام الرياض وهو أحد أهم الأسباب التي ستجعلك تعتزل العالم

الخارجي ،وتعتكف في منزلك بعيدا عن أصوات السيارات والسائقين (العصبيين)،ولكن حتى عندما تعتكف سوف

(تطفش)لأن(النت)سوف يتصل لمده ساعة في أحسن الأحوال ثم ينقطع الاتصال ،ثم يتصل ثم ينقطع ..وهكذا

دواليك..



بالنسبة لي بعد عجزي عن (الفراره والنت) ، لم يعد لي شي لأفعله ، فالقراءة جميلة وممتعه ..ولكن ..بالنسبة لمن

أدمن على الإلكترونيات مثلي .. أن يستمر على القراءة شيء صعب قليلاً..


آخر ما توصلت إليه لمكافحة الفراغ هو الوظيفة وهنا لن أبدا لأنني لن انتهي ولكن باختصار (الجامعيين ما لقوا و

وظايف بنلقى حنا يللي لسا بالثانوي) وهذا الكلام عن تجربة وبحث ليس مجرد أسطوانة مشروخة تعاد..



قبل أسبوع تقريباً شاهدت مقابله تركي الدخيل مع محمد نجم ،وكان محمد نجم يتحدث عن فترة شبابه وكيف أن

مصر كانت مصدرا للثقافة والرقي في ذلك الوقت ،وكيف انخرط هو ومن معه في ما كان في تلك الفترة من

مظاهرات وثورات..كم كان أسلوبه جميلاً وهو يتحدث غير آسف على ما أمضى فيه شبابه...المغزى هو أنه هو

ومن كان في جيله حققوا شيئا..ولم يضع وقتهم كله بلا فائدة..لطالما تمنيت أن أعيش تلك الفترة ،التي كان فيها

والدي و والدتي مراهقين ،أي في الثمانينيات على ما أتوقع،لم أعلم لما ..!!



ولكن بعد متابعتي للقاء تركي مع محمد نجم ،فهمت جزئيا سبب رغبتي في ذلك،أنا وبعض ممن هم في جيلي ،لا

نريد الثورات ولا المظاهرات ،ولكن نريد تقديم شيء ما ،نفيد فيه مجتمعنا والناس ،فكرنا كثيراً ،و كلما طرحنا

فكرة ما أجاب الجميع : (قدام) وهي تعبير مجازي يفيد بالموافقة (وبقوه)، ولكن عندما ندخل حيز التنفيذ

يبدأ(تكسير المجاديف)و تصبح محاولات تنفيذ فكره هي مجرد الدوران في حلقة مفرغه من العقبات، تعود بنا

محملين بخيبة أمل إلى (لاب توباتنا ) ومجتمعاتنا العنكبوتيه ،فليس هناك أي مجال للعطاء في هذا المجتمع أو هذه

المدينة أو هذا الزمان..




أطلت عليكم و (تفلسفت ) أعلم ذلك ولكن على قولتنا(من حر ما تونس) ،أرجو إن كان هناك ممن يقرءون ما

أكتب الآن قد عاش مراهقته في الثمانينيات ، أن يحدثني قليلاً عنها فكم أحب السمـاع والتعرف على تلك الفترة،

أو يصحح تصوري عنها إن كان خاطئاً..


و أيضاً أرجوا إن كان هناك ممن يقرءون ما أكتبه الآن وهو في نفس جيلي ،أن يصححني إن كنت على خطآ

فيما أقول..



أختكـم/ لقطـة قلم..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

نحن بعصر الماديات والتفجر الحضاري بما فيها من تسهيلات إلا أنها تخلو من المتعه . نادراً ما تجد صالون ثقافي وتجمعات مثقفين كما في تلك الأيام . لا يوجد في حياتنا اية إثارة ليس فقط الإنتماء للأحزاب والتجارب الثقافية المختلفة ولا ذلك الشعور بالمسؤولية والحرص على تقديم شئ بل يزعجني كون الإهتمامات تغيرت والشباب خلأ من المسؤولية والعقول تخدرت .
لا نجد سوى أجساد مبرمجه خاملة لا تريد أن تتغير ولا تقدم شئ . فريسة سهله لأي إعتداء فكري .

فلسفتك جميلة .
مصافحة أولى لمساحتك الحرة .


تحياتي

لقطة قلم يقول...

قـارئ الافكـار..

تحيه لمصافحتك الاولـى..وارجو ان لا تكون الاخيرة..


"لايوجد في حياتنا اي إثارة"..فعلا مجرد سنوات رتيبه..تعيد نفسها..

شكرا لمرورك اخي العزيز..