الأربعاء

من الحمار اللي دخلك طب..!!

كأغـلب الأطفال الصـغار..كنت كلما سألني شخـص ما(وش بتصيرين إذا كبرتي..؟)..

الجـواب..(دكتورة)..ولكـن عندما كبرت قليلا فعـلا أصبح طموحي(الطب)..وبسبب

مستواي الدراسي العـالي..كنت على ثقة طوال تلك السنين ..أنني لن أحتـاج لفيتامين

(و)..من أجـل دخول الكلية..فأنا سوف أصبح طبيبة لاستحقاقي ذلك عن جدارة..و

لكن ..يبدو أن المثاليات التي رباني عليها والديً وأحلامي الوردية ..ليس لهـا مكـان

على أرض الواقع..ما أثبت ذلك لي ما رأيته من قصص وحالات حولي لمن لم تحتو

خلايا دمهم على فيتامين (و ).. بقي لي سنة قبل أن انهي الثانوية..ولله الحمد فيتامين

(و) موجود وبقوة..ولكـن..حالت إحباط تتملكنـي ..بدأت أحس بخبو شعاع حلمي..

بصراحـة ..أحس أن حلمي هذا (سامج)..ومجـرد طلوع على أكتاف الآخرين..

اعلم بأن مجهودي و معدلي يستحق الطب..ليس غرورا أو مبالغة بل حقيقة..

ولكن ما لفائدة إذا كان فيتامين (و) ..بيتكفل بكل شي..لا أعلم ماذا أقول ..

ولكـنني ببساطة أتمنى أن (يمسكونني) العالم اللي أكتشف فيتامين (و).. عشان

أسئله من الحمار اللي دخلك طب..!!


إلـى أن القـى المذكور أعلاه حق فيتامين (و)..كونوا بخير..

أختكم / لقظة قلم..

الأحد

(الثمانينيات و لابتوباتنا و الطفش)..~





في إجازة الصيف بالذات..صعب أن تسال أي من سكان الرياض عن أكثر ما يستاء منه(خصوصا الطلاب)

ولا تجاوب بـ (الطفش – الزهق – الملل – الفضاوة - الفراغ)..تعددت المسميات والمضمون واحد ..تكلمت عن

الرياض فقط ..لأنني من سكانها والأحرى بي أن أقدم طرحي من تجربه ..لا من افتراضات..



الفراغ..عدوي الأول والأخير..الذي عجزت أن انتصر عليه بشتى الطرق..قد تجدني في اليوم الواحد..أتصفح

الانترنت وأقرا عدة صفحات واكتب القليل و(اطلع افر شووي)..والى الآن (طفش)..فعلا غريب..!!


عن نفسي..لم أكن أحس بهذا الكم الهائل من الفراغ قبل أعوام ..(يعني كان ممكن انك تقضي كل اليوم برى البيت

أو على النت ويضيع الوقت)..الآن إذا خرجت من المنزل و كان وقت (مشوارك)10 دقائق سوف تصبح 30

دقيقه ..ازدحام خيالي ..ابلغ تشبيه لما آلت إليه الرياض من ازدحام هو ما قاله محمد حسن علوان في روايته سقف

الكفاية : "الرياض هذه الأيام هولوكوست حقيقية،تحشر ملايينها في آتون الموسم الحار،وتنام مثل سفينة فضائية

هائلة ؛ جثمت فوق الصحراء منذ مائة عام،ولم تتحرك حتى الآن"..



أحيي محمد حسن علوان على هذا الوصف،فكل من عاش في الرياض يعلم أن هذا أبلغ وصف ممكن لهـا.. نكمل.

فقد حدنا عن موضوعنا قليلاً..وبعد كلامي عن ازدحام الرياض وهو أحد أهم الأسباب التي ستجعلك تعتزل العالم

الخارجي ،وتعتكف في منزلك بعيدا عن أصوات السيارات والسائقين (العصبيين)،ولكن حتى عندما تعتكف سوف

(تطفش)لأن(النت)سوف يتصل لمده ساعة في أحسن الأحوال ثم ينقطع الاتصال ،ثم يتصل ثم ينقطع ..وهكذا

دواليك..



بالنسبة لي بعد عجزي عن (الفراره والنت) ، لم يعد لي شي لأفعله ، فالقراءة جميلة وممتعه ..ولكن ..بالنسبة لمن

أدمن على الإلكترونيات مثلي .. أن يستمر على القراءة شيء صعب قليلاً..


آخر ما توصلت إليه لمكافحة الفراغ هو الوظيفة وهنا لن أبدا لأنني لن انتهي ولكن باختصار (الجامعيين ما لقوا و

وظايف بنلقى حنا يللي لسا بالثانوي) وهذا الكلام عن تجربة وبحث ليس مجرد أسطوانة مشروخة تعاد..



قبل أسبوع تقريباً شاهدت مقابله تركي الدخيل مع محمد نجم ،وكان محمد نجم يتحدث عن فترة شبابه وكيف أن

مصر كانت مصدرا للثقافة والرقي في ذلك الوقت ،وكيف انخرط هو ومن معه في ما كان في تلك الفترة من

مظاهرات وثورات..كم كان أسلوبه جميلاً وهو يتحدث غير آسف على ما أمضى فيه شبابه...المغزى هو أنه هو

ومن كان في جيله حققوا شيئا..ولم يضع وقتهم كله بلا فائدة..لطالما تمنيت أن أعيش تلك الفترة ،التي كان فيها

والدي و والدتي مراهقين ،أي في الثمانينيات على ما أتوقع،لم أعلم لما ..!!



ولكن بعد متابعتي للقاء تركي مع محمد نجم ،فهمت جزئيا سبب رغبتي في ذلك،أنا وبعض ممن هم في جيلي ،لا

نريد الثورات ولا المظاهرات ،ولكن نريد تقديم شيء ما ،نفيد فيه مجتمعنا والناس ،فكرنا كثيراً ،و كلما طرحنا

فكرة ما أجاب الجميع : (قدام) وهي تعبير مجازي يفيد بالموافقة (وبقوه)، ولكن عندما ندخل حيز التنفيذ

يبدأ(تكسير المجاديف)و تصبح محاولات تنفيذ فكره هي مجرد الدوران في حلقة مفرغه من العقبات، تعود بنا

محملين بخيبة أمل إلى (لاب توباتنا ) ومجتمعاتنا العنكبوتيه ،فليس هناك أي مجال للعطاء في هذا المجتمع أو هذه

المدينة أو هذا الزمان..




أطلت عليكم و (تفلسفت ) أعلم ذلك ولكن على قولتنا(من حر ما تونس) ،أرجو إن كان هناك ممن يقرءون ما

أكتب الآن قد عاش مراهقته في الثمانينيات ، أن يحدثني قليلاً عنها فكم أحب السمـاع والتعرف على تلك الفترة،

أو يصحح تصوري عنها إن كان خاطئاً..


و أيضاً أرجوا إن كان هناك ممن يقرءون ما أكتبه الآن وهو في نفس جيلي ،أن يصححني إن كنت على خطآ

فيما أقول..



أختكـم/ لقطـة قلم..

السبت

وشلون ابنسى..~

تجتاحني نشوه طرب على صوت ابو نوره وهو يشدو

قلتي لي انسى ..قلتي لي انسى..
ومن يومها وانا كل ليله.. قدامي البرواز
وحبر العيون.. ودمع القلم في دفتري
وصورتك رغم الالم ..رغم الالم..رغم الالم..رغم الالم..
ورغم انها خذت من اطباعك كثير..
وخانت البرواز ..اشوفها في خاطري..


غريب ماتستطيع ان تفعله انوثه امره في كيان رجل ..فها هو رغم انها (قالت له انسى) مازال يتاملها ويشتاقها ففي (كل ليله قدامه البرواز) .. ورغـم هجرانها ونسيانها له ورغم معاناته من ذلك والاهم رغم ان صورتها..(اخذت من اطباعها كثير) وخانته ..فما زال (يشوفها في خاطره)..ولم ينس حبه لها كما انها لم تفعل أي شيء وكما ان الفراق لم يكن..


وماهو غريب ايضا مدى ندره هؤلاء الرجال..فقليل هم من يرون الحب على حقيقته او بالاحرى يمارسون الحب بحقيقته ..وكم ندر ذلك الحب العذري الذي لم نعد نقرا او نسمع عنه الا في بعض قصائد الجاهليين..فيبدو انه هو ايضا قد اصبح (موضه قديمه)..اشياء كثيره استغربها ..وعلامات تعجب كثيره تترسم على محيياي ولكن في خضم كل ذلك..ينتشلني ابو نوره وهو يشدو:

حبيبتي مافي ايدي حيله ..حبيبتي مافي ايدي حيله..
لا صرتي الصوره وعيوني البرواز.. وشلون ابنسى ..!!

فها هو عاشقنا ..يستسلم لها فليس (بيده حيله) ..فصورتها مطبوعه في عينيه ..حتى اصبحت كالبرواز لهـا ..فلسـان حاله يقول(وشلون ابنسى)..


لم استغرق في الافكار كثيرا بعد مقاطعة ابو نوره لي ..بل قررت ان ارى ماذا سيفعل عاشقنا بعد استسلامه..ضغطت زر play واكملت..

اتعبتي الصوره مشاوير..وتعبت انا القى لغدرك معاذير..
وصورتك اللي سجنت بروازها طول السنين..
كانت جسد بروازها الروح..ويوم انزعت من هالجسد تجرحت اطرافها..
وبجروحها راحت لمين ..لبروازها الثاني ..مسكين ..مسكين..مسكين..مسكين..
بيسجنك ويبقى سجين..مسكين ..تشبه لك اقداره ..خانته وصورتك بيجي يوم وتخونه..
حبيبتي او للاسف حبيبته لاصرتي الصوره وعيونه البرواز وشلون ينسى..


لم احتمل الاكمال ..اسرع اصبعي بلا سيطره مني وضغط pause ..فكثير من الكلام يجب ان يقال عن عاشفنا وعاشقها (المساكين)..فيبدو ان كبريائه الذكوري لم يسمح له برفع الرايه البيضاء كامله ..بل فقط جزءا منها..فها هو (يعزي نفسه) بانها ستخون بروازها الثاني ..وان ايضا حبيبها المسكين لسان حاله يصرخ(وشلون ابنسى)..

يبدو اني قلت ماكنت اريد قوله..والان سوف اكمل مع ابو نوره وعاشقنا..


حبيبتي.. حبيبتي.. لجل انسى جرحك واستريح.. ببكي..
وبعد البكى.. ببكي..
واكيد في لحظه بتجي ..ويجف دمعي
وعندها صورتك اللي فخيالي..
بتعاف برواز الضما.. بتصير صحراء وهي سما..
وبتمرني الدمعه الاخيره.. تاخذ معاها صورتك.. وتطيح..
وكني بها الدمع سكين جرحها وجهي..
وكني بالمسافه تطول مابين عيني ودمعتي وخدي..
وكني بقلبي الحاير المسكين.. نبضه يقول..
لا تودع الفرقى.. الدمع مايرقى ..
وعندها.. لانزلت الدمعه من الجرح الاخير..
وفارقت وجهي انا.. بغمض عيوني ..
واكسر البرواز.. واكيد ابنسى ..


صمت ابو نوره ..ومازلت لم اكتب أي شي..فأخر ماتوصل اليه عاشقنـا(المسكين)..لم يكن متوقعا..
قرر البكاء ..وهو (حيـله العـاجـز)..واقصـى ما استطاعت ذكوريته فعله..ولكنني احيه فرغم بكائه ..يبدو في قمه الرجوله بالنسبه لي..
لما لا أعلم..!!

نكمل ..ثم انتصر لكرامته ..وشموخ قلبه ..وقرر انه عندما(تمره الدمعه الاخيره) ..سوف ينسـى ..سوف يمضـي قدمـا ..و (يكـسر البرواز)..

اه كم هو غريب شعوري بعد ان انتهت قصه عاشقنا.. لا اعلم لماذا..فلست افضل من تتكلم عن الحب ..وانا اكبر الهاربين منه..

ولكن ..ما اعلمه ..هو اني اعشق صوت ابو نوره ..وعالمه الخيالي الذي ياخذني اليه كلما شدا ..

واقف احتراما لمن كسر البرواز ونسـى بعد ان كان لسان حاله يقوول (وشلون ابنسى)..


في النهايه ..شكرا لمن قرا ماكتبت فيبدو اني قد اطلت عليكم ..